في كل اللحظات الجميلة وغير الجميلة يمر الوقت إما سريعا كمرور وقت العمل أو بطيئا كمرور وقت الحزن وبالطبع يختلف وقت العمل فإن كنت تحب ما تعمل سيمضي الوقت سريعا وإن كنت تكره ما تعمله مر عليك الوقت بطيئا وبعيدا أو قريبا من العمل ولحظات الوقت وجمالها أو ثقلها فإن المحصلة أن هذا الوقت سيمضي وهذا العمل سينتهي وهذه اللحظات ستبقى في الذاكرة المرتبطة بما صنعت وبما قضيت وهنا لابد لنا من وقفة مع مفهوم الجمال و الكمال فيه ومفهوم الفرح وارتباطه بجمال الوقت أو إتقان أو محصلة العمل والذاكرة البشرية قابلة وقادرة على النسيان إلا مواقف ثلاثة لا تنسى ولا تنطوي مع غيرها من الأحداث أو الأعمال أو الذكريات وهي لحظات الخوف ولحظات الظلم ولحظات الاحتفال وهي في إطار حياتنا اليومية قد تجتمع وقد تأتي فرادى لكن تذكرها يسري مفعوله لمجرد استحضار موقف مماثل أو مغاير فهي تؤنس البال أو تكدر الخاطر بحسب مقتضى الحدث أو الانفعال أو الموقف يأتي كل هذا في خضم تأجيج موقف ما ومحاولة إبقائه حيا مدى الحياة كنوع من الدرس القاسي أو القناعة المكتسبة الدائمة التي لا يبدلها الأحداث ولا المواقف المتجددة عندما يعتصرك الألم تخرج من رصيد ذكرياتك السعيدة وتحيا بأبعاد الأمل لتعود إلى توازنك وتعمل من أجل تحقيق حياة هادئة غير صاخبة تماما مثل أدوات الحرفي التي يستخدمها ويختار منها ما هو ملائم في اعتماده عليها كلها بأوقات أو توقيت محدد معين يناسب الفعل وردته والقول ورديفه والعمل ونظيره فإن حققت حياة سعيدة رغم كل المنغصات فأعلم أنك تحتفظ بأدواتك وتعرف متى وكيف وأين تخرج هذا للتصدي وتدع ذاك فيه وما كل ما ورد وما سبق إلا عنوان لما يليه وسيأتي في زمن اقتناص الفرص واختبار الصبر وإصرار النفس وفرض الواقع .