يالله كيف كانت مشاعر الصحابة رضوان الله عليهم وهم يحتمون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقفون خلفه ويتوسد الشعور بالعزة والكرامة والشجاعة محياهم وهم خلفه، وكيف كانت مشاعرهم وهم يهتفون لنصرة هذا الدين، كيف كانت تلك الليلة التي جاء خبر السماء بالمسير لملاقاه المشركين، وكيف كانت الوهلة الأولى لذلك الإعلان المهيب، كيف رتبوا الجيش الصغير عدداً ولكنه الكبير عتاداً برجال وقلوب صادقة، وهمم كالجبال، يحملون هم الدين وكيف يرفعونه ويذلون المشركين.

هاهم بعد أن جاءهم الأمر السماوي قاموا وجهزوا العتاد والعدة، واستيقظ الصحابة الكرام يحملون قلوبهم بأيديهم نصرة لهذا الدين، وناد بالجيش المسير ولبى كل داني وقاصي، فرحين بقائدهم الذي تلوح يده لترتيبهم وأخذ المشورة منهم، لمجارة العدو.

اكملوا المسير إلى بدر وهناك حيث المبيت، انزلوا رواحلهم واستراحوا لان غداً هو يوم الملحمة ويوم اصطفاف الصفوف المسلمة المؤمنة بربها، لم يناموا تلك الليلة كانوا فرحين ويستبشرون بمدد السماء الذي كان متأهباً لنصرتهم، جاء الفجر وانسابت خيوط الشمس ترسم يوم يخلده التاريخ يوماً ليس كأي يوم، يوماً انتصر الحق على الباطل يوماً خلدت أسماء ودنست أسماء،

لم تكن المعركة بسيطة لكنها كانت تحمل همم وقلوباً طالما كانت كالجبال الرواسي واجساد أخذت من حرارة ولهيب صخور مكة الساخنة وعلمت على اجسادهم وتسلخت تلك الجلود بتعذيب كفار قريش لهم، لم ينسوا تلك الأيام التي كانت تسلخ اجسادهم في حر مكة ويقتل محبينهم لانهم وحدوا الله وشهدوا انه لا إله إلا هو وأن محمد رسول الله، كانت تلك الكلمات بمثابة الطوق الذي يجمل اجسادهم ويلطف قلوبهم، لم ينسى بلال وعمار ولا خبيب ولا الصحابة الكرام مافعلت بهم قريش وصناديدها، لكنهم اليوم سيكون لهم رد آخر، وستكون الجولة لهم.

ارتفع الغبار وجالت الخيل، وارتفعت هتافات المسلمين، و انزل المدد من السماء وكان النصر للاسلام والمسلمين، وارتفعت التكبيرات وأُسر من أسر وقتل من قتل واستشهد من المسلمين النفر، ولكن كانت معركة لا تنسى ولن تنسى وستروى لكل الاجيال القادمة، المعركة الفاصلة بين الحق والباطلَ.