كثيرا ما يتساءل أفراد المجتمع وخاصة أولياء الأمور عن المعنى الحقيقي للانضباط المدرسي والذي هو كل ما يساعد على احترام النظام والقوانين المدرسية والالتزام بها وتؤثر إيجابيا في سلوك الطلاب، وتشمل عدة قواعد واستراتيجيات تُطَبّقْ في المدارس لإدارة سلوك الطلاب وحثهم على الانضباط الذاتي ويكون له جانبين مهمين هما:

أولا: الانضباط الإيجابي :- وهو السعي لتطوير وتحسين البيئة المدرسية عن طريق الممارسات الصحيحة والسليمة.

ثانيا: العقاب المدرسي :- والذي يتم عند الخطأ والتقصير ويشمل الإنذارات والعقاب المُتَدَرّج أو الفصل.

أهمية الانضباط المدرسي :- للانضباط أهمية كبرى ونركز على أهمها وأكثرها تأثيرا وهي:
* سلامة وصحة البيئة المدرسية وأفرادها من طلاب ومعلمين وإداريين وموظفين وممتلكات عامة.
* تقويم سلوك الطلاب غير السَوِيّ والعنيف الذي يصدر من البعض ومعالجته بطريقة تربوية وعاجلة.
* حث وتشجيع السلوك الإيجابي لدى الطلاب من خلال الالتزام والاحترام والتنظيم والجِدّية وتحمل المسؤولية.
* الانضباط سبب رئيسي في تفوق الطلاب وتأصيل السمات الحسنة وبناء الشخصية المستقبلية وزيادة الثقة.
* تطوير وتحسين سُبُلْ التواصل الاجتماعي بين الطلاب والمعلمين والإدارة وأفراد المجتمع وأولياء الأمور.
* الانضباط من أسباب نجاح العملية التربوية والتعليمية وتقوية قدرات وتركيز الطلاب ومستوى الذكاء لديهم.
* مساهمة التقدير والمكافآت للطلاب المنضبطين ذاتياً في زيادة مستوى الانضباط وخلق المنافسة والقدوة بينهم.

أسباب عدم الانضباط المدرسي :- ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
* التَمَرّدْ وعدم الالتزام من بعض الطلبة على القواعد والأنظمة ومحاولة فرض سيطرتهم على الطلاب.
* الاستهزاء والمضايقات التي يجدها بعض الطلاب من زملائهم أو المعلمين أو الإداريين بالمدارس.
* المشاكل الأسرية لبعض الطلاب والتدخلات من قبل الإدارة المدرسية في خصوصياتهم وعدم احترامها.
* الخوف من الفشل والعقاب عند بعض الطلاب بسبب عدم أداء الواجبات أو عدم الفهم أو عدم الثقة بالنفس.
* ضعف العملية التعليمية وعدم وجود الرقابة مع ضعف أسلوب وشخصية بعض المعلمين والإداريين بالمدارس.
* الصُحْبَة السيئة لبعض الطلاب وأضرارها على الملتزمين والمُنضبطين من الطلاب سلبياً مستقبلا.
* ضعف تطبيق الأنظمة والقوانين في بعض المدارس أو عدم العدالة في التطبيق بين الطلبة.
* الكفاءات غير المؤهلة من بعض المعلمين والإداريين وافتقادهم لمهارة القيادة والتطوير والتحسين.
* عدم وجود نظام تحفيزي للطلاب المنضبطين من حيث المكافآت والتقدير والتكريم وتحفيز غيرهم من الطلاب.

دور إدارات المدارس في الانضباط المدرسي :- يتلخص ذلك في الخطوات التالية:
* إصدار كافة القوانين والأنظمة الخاصة بالانضباط المدرسي وحبذا أن تكون مكتوبة ومعتمدة من وزارة التعليم.
* تعليم وتثقيف الطلاب احترام الأنظمة والالتزام بالقوانين وتقدير المعلمين، وشرح أي غموض أو لبس فيها.
* توفير كافة الأنشطة والأدوات المدرسية والرياضية للطلاب والبرامج الثقافية لتنمية المهارات الفكرية والبدنية.
* سرعة مكافأة وتقدير الطلاب المنضبطين والاستمرار على ذلك لتشجيع الطلاب وخلق المنافسة الشريفة بينهم.
* الحرص على انضباط المعلمين والإداريين والالتزام بالقوانين والأنظمة كي يكونوا قدوة حسنة للطلاب.
* تطوير شخصيات المعلمين ومهاراتهم لتكون فعالة ومؤثرة في شخصيات الطلاب الفكرية والعلمية والتربوية.
* عدم معاقبة الطلاب غير المنضبطين أمام الطلاب واحترام مشاعرهم حتى عند الخطأ والتقصير.
* التواصل الجيد مع أولياء الأمور وبشكل دائم للمساهمة في رفع مستوى الانضباط المدرسي للطلاب.
* دراسة أسباب عدم الانضباط المدرسي عند الطلاب ومحاولة علاجها والقضاء عليها قدر الإمكان.

وأختم بأن الانضباط المدرسي من أهم المؤثرات التي قد تسبب إنحراف المسيرة التربوية والتعليمية للطلاب وعدم تحقيق أهداف المؤسسات التعليمية، لذلك لابد من التركيز عليه وتخصيص وتطوير برامج توعوية للطلاب تبدأ بالتدريج من المراحل الدراسية الأولى التي هي الأهم ثم المراحل التي تليها، وتساعد هذه البرامج على زيادة الوعي لدى الطلاب بأهداف الانضباط وفوائده وتأثيره الإيجابي على حياتهم الدراسية والمهنية مستقبلا وعلى المجتمع ككل.