هل تتوقعون أن اختلاق الأعذار لازال يجد طريقه للوصول لعلاقاتنا الاجتماعية

وأنه لايزال يحظى بمكانته الكبيرة في نفوس الكبار ؟

أنا أجزم بأنه لازال يحظى بمنزلته وأن الأغلبية منا يحب هذا الخلق الجميل فاختلاق الأعذار للأخرين مبدأ كريم وخلق رفيع يسلكه أصحاب النفوس الكريمة والأخلاق العالية ؛ وهم ولله الحمد كثر في مجتمعاتنا الإسلامية .

التماس الأعذار للأخرين ضرورة من الضروريات الأساسية لنجاح العلاقات الاجتماعية والأسرية وضمان استمرارها .

فالشخص إذا كان على وعي كبير حسنت علاقاته بمن حوله وتفهم نفسياتهم وأفكارهم وسهل عليه التعامل معهم رغم تباينهم .

التماس الأعذار للأخرين دليل على صفاء النفس وسلامة الصدر وقوة الشخصية.

كونوا دائما من محبي الخير وممن يزرعونه فكلما أحسنتم الظن والتمستم الأعذار نثرتم بذور المحبة والتألف ورجحتم موازين الخير في مجتمعكم.

التماس الأعذار للأخرين دواء سريع المفعول في معالجة الصدر من سوء الظن ومن الكره والحقد عندما نلتمس الأعذار لبعضنا فكأنما نهدي لبعضنا البلسم الشافي.

قال جعفر بن محمد (إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فألتمس له عذرا واحد إلى سبعين عذرا فإن أصبته وإلافقل لعل له عذرا لا أعرفه ).

وما أجمل ماقاله أحمد شوقي رحمه الله في مدح معلمنا الأول ورسولنا الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :

رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ .. إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيم

ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام القدوة في ذلك فعندما أذوه قومه قال :اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون فبرر فعلهم المشين بعدم علمهم ومن الحكم الجميلة في التماس الأعذار ( أعقل الناس أعذرهم للناس ).

الشيطان يزرع بذور الشك في النفوس ويغذيها بسوء الظن والمسلم الحقيقي هو من يسعى ويتمنى أن يعيش هو ومن يتعامل معهم في سلام .

وماعليه إذا أراد ذلك إلا أن ينتزع بذور السوء ويستبدلها ببذور الخير ويسقيها من منهل خصال الإسلام العظيمة ومن تلك الخصال التماس الأعذار للأخرين .

سلامي لمن يمتلكون قلوبا كبيرة ونفوسا سليمة لايعرف سوء الظن لها طريق ابوابها مشرعة للخير أيا كان ؛.