أجريت دراسة جديدة من قبل عدد من العلماء، أثارت جدلاً واسعاً بعد تعديلهم لسلالة فيروس H5N1، المعروف بإنفلونزا الطيور، لزيادة قدرتها على الانتقال بين البشر، والذي ارتبط سابقاً بإصابات في الطيور والماشية وحتى البشر، ويثير قلقاً كبيراً بسبب إمكانية تحوره ليصبح أكثر خطورة وانتشاراً.

وركزت الدراسة المنشورة في مجلة Science على تحسين فهم قدرة الفيروس على الالتصاق بالخلايا البشرية عبر تعديل بروتين “الهماغلوتينين” الحاسم، وهو ما أدى إلى تعزيز قدرة الفيروس على إصابة الخلايا البشرية في الأنف والحلق، مما قد يسهل انتقاله بين البشر.

ورغم أن هذه الطفرات لم تظهر في الطبيعة بعد، فإنها تمثل تحذيراً خطيراً حول مدى سهولة تحول الفيروسات إلى تهديد عالمي.

وأشاد بعض العلماء بالقيمة العلمية للدراسة في تسليط الضوء على مخاطر تحور الفيروسات، إلا أن الانتقادات تركزت على مخاوف السلامة والأمن البيولوجي.

و أكدت الدكتورة فيليبا لينتزو، الباحثة في كينجز كوليدج بلندن، أن هذه الدراسات، رغم قيمتها العلمية، قد تعطي “أفكاراً خطرة” حول كيفية خلق أوبئة “من صنع الإنسان”، مشددة على أهمية تعزيز إجراءات السلامة لمنع أي تسرب أو إساءة استخدام محتملة.

وعلى الرغم من تسجيل حالات انتقال للفيروس من الحيوانات إلى البشر، إلا أنه لم يظهر حتى الآن قدرة كبيرة على الانتقال بين البشر، وهو ما حد من انتشاره حتى الآن. ومع ذلك، فإن العلماء يحذرون من أن كل حالة انتقال تمنح الفيروس فرصة للتطور.

تشدد النتائج على أهمية المراقبة المستمرة للفيروسات الخطيرة، خاصة تلك التي يمكن أن تنتقل بين الأنواع، مثل H5N1، ويشير الخبراء إلى أن هذه الدراسة تعد تنبيهاً للعالم حول مخاطر التلاعب بالفيروسات في المختبرات وضرورة تبني سياسات أكثر صرامة لضمان عدم حدوث جائحة جديدة مشابهة لـ”كوفيد-19”.